.▫️ بيانات الكتـاب ▫️. |
● كتاب: الزندقة والشعوبية في العصر العباسي الأول (مفهرسة)
المؤلف: د. حسين عطوان
الناشر: دار الجيل، بيروت
حالة الفهرسة: نسخة مفهرسة وقابلة للبحث
تاريخ النشر: 1984م
رقم الطبعة: الأولى
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 227
الحجم بالميجا: 3.17
● نبذة عن الكتـاب:
الزندقة والشعوبية في العصر العباسي الأول ، حسين عطوان، دار الجيل ، لبنان ، نسخة مفهرسة وقابلة للبحث
افرد الكاتب لهذا الكتاب الزندقة والشعوبية في العصر العباسي الأول , لانتشار هاتين الظاهرتين فيه واشتدادهما , وتعاظم شرهما , وتفاقم خطرها .
وعلى أن دراستهما تثير العواطف الدينية , وتهيج المشاعر القومية , لأن رؤوس الزنادقة والشعوبية كانوا من الموالي الفرس , وكانوا يريدون إطفاء الشريعة الإسلامية , وإزالة الدولة العربية , وإحياء الديانات الثنوية ولا سما المانوية والمزدكية , وإقامة الدولة الفارسية , فإن الكاتب قد التزم الحيدة في دراستهما التزاماً شديداً، مع تمنيات " مكتبة لسان العرب " لقرّائها ومتابعيها الكرام بالقراءة الممتعة النافعة والاستفادة العلمية.
قامت الدولة العباسية على أثر ثورة ضد الأمويين كان العباسيون قد أعدّوا لها في روّية وإحكام وسريّة عام 132هـ ، 749م . وسقطت الدولة العباسية بسقوط بغداد على أيدي التتار عام 656هـ ، 1258م .
وقد اصطلح المؤرخون على تقسيم هذه الخلافة العباسية إلى ثلاثة عصور هي : العصر العباسي الأول ، من قيام الخلافة العباسية إلى أول خلافة المتوكل (132 - 232هـ ، 749 - 846م) ، والعصر العباسي الثاني (232 - 334هـ ، 846 - 945م) من خلافة المتوكل إلى استقرار الدولة البويهية ، والعصر العباسي الثالث (334 - 656هـ ، 945 - 1258م) من استقرار الدولة البويهية إلى سقوط بغداد على أيدي التتار.
العصر العباسي الأول (132 - 232هـ ، 749 - 846م). حققت الدولة الإسلامية في ظل العباسيين تقدمًا حضاريًا كبيرًا ، إذ أفادت من جهود الأمويين ثم زادت عليها أضعافًا تأليفًا وترجمة ، فضلاً عن ازدهار فنون الغناء والموسيقى والعمارة ، وازدهار وسائل العيش في الملابس والمساكن والطعام والشراب. وكان لخلفاء بني العباس إسهام كبير في تشجيع المدّ الحضاري وتغذيته ، فعقدوا المجالس للأدباء والعلماء والمغنين ، وأجزلوا العطاء ، وأنشأوا المكتبات ودور العلم ، وجلبوا الكتب الأجنبية من شتى البقاع.
كانت دمشق حاضرة الخلافة الأموية ، ثم صارت بغداد حاضرة العباسيين ، وزخرت بالشعراء والعلماء وأهل الفن. وإذا كان الأمويون أدخلوا الثقافة البيزنطية ، فإن العباسيين قد تأثروا بالثقافة والحضارة الفارسية.
كان من الأمور الناجمة عن الثراء والترف والامتزاج بالشعوب التي فتحت بلدانها أن نشأت تيارات منحرفة تمثلت في الشعوبية والزندقة والمجون.
أما الشعوبية فهم أولئك القوم الذين عادوا العرب ، ولم يروا فيهم إلا بدوًا ورعاة غنم وسكان خيام ، ومجرّد قبائل لم تجمعهم دول منظمة مثل غيرهم من الأمم كالروم والفرس. ويعكس تيار الشعوبية حقد الشعوب المغلوبة على الأمة العربية التي حباها الله برسالة الإسلام ، وحقق لها الغلبة على أعداء هذه الرسالة. ومن أشهر دعاة الشعوبية: علاَّن الشعوبي وسهل ابن هارون وبشار بن بُرد وأبو نواس.
يفسّر الجاحظ في عبارة له تيار الشعوبية فيقول: "إن عامة من ارتاب بالإسلام إنما كان أولُ ذلك رأي الشعوبية والتمادي فيه وطول الجدال المؤدّي إلى الضلال ، فإذا أبغض شيئًا أبغض أهله ، وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة ، وإذا أبغض تلك الجزيرة أحبَّ من أبغض تلك الجزيرة ، فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام ، إذ كانت العرب هي التي جاءت به ، وهي السلف والقدوة". وعبارة الجاحظ هنا تصور بدقة العلاقة بين الزندقة والشعوبية باعتبارهما تيارًا معاديًا للعرب والإسلام معًا.
أما الزندقة ، فقد نجمت عن الامتزاج بشعوب من نحَل وديانات شتى ، منها المانوية والمزْدكية والزرادشتية. وقد تعقَّب خلفاء بني العباس هذا التيار بحزم ، وبخاصة الخليفة المهدي ، الذي اتخذ ديوانًا خاصًا لتعقّبهم. وكان للكتب التي حملت أفكار الزندقة أثرها في طائفة من ضعاف النفوس. ويوجد دائمًا في فترات الانفتاح العقلي من يولع بالتقليد لأرباب الأفكار الشاذة المستوردة ، ويميل إلى اعتناقها والولاء لها أكثر من أربابها.
ومن أشهر زنادقة ذلك العصر: ابن المقفَّع ، الذي قال فيه الخليفة المهدي: "ما وجدت كتاب زندقة قطّ إلا وأصله ابن المقفع". ومن هؤلاء الزنادقة أيضًا: صالح بن عبد القدوس الشاعر ، وبشّار بن بُرد. وإذا كنا قد خصصنا المهدي بالإشارة في تعقب الزنادقة فإنّ غيره من خلفاء بني العباس لم يقلوا عنه تحمسًا للعقيدة وتعقبًا لأعدائها من الزنادقة.
وإذا كان الخلفاء وولاتهم قد تعقَّبوا الزنادقة قتلاً وقمعًا ، فإن المتكلمين تعقبوهم حوارًا ومناظرة ، وكثيرًا ما كان الحوار يجري بحضور الخليفة. كما تعقَّبوهم أيضًا من خلال نقض آرائهم في مقالاتهم ورسائلهم ومناظراتهم.
أما تيار المجون ، فقد كان أيضًا أحد الوجوه السلبية للاختلاط بالأعاجم وانفتاح المجتمع العربي المسلم على عقائدهم وعاداتهم وأخلاقهم من خلال هذا الاختلاط ومن خلال حركة الترجمة والنقل التي اتسعت في هذا العصر اتساعًا عظيمًا. والأمر الذي لا شك فيه أنه كان ثمة علاقة وثيقة بين هذه الظواهر الثلاث ، وهي: الشعوبية والزندقة والمجون ، وذلك بحكم أنها جميعها كانت صادرةً عن مصدر واحد ، هو المصدر الأجنبي ، كما كانت صبغة العداء للدولة الإسلامية تشكَّل عاملاً مشتركًا بينها. وحين نطالع المصادر الأدبية في العصر العباسي يطالعنا أدب مصطبغ بالمجون في شعره وقصصه وأخباره. وفي كتاب الأغاني الكثير من أخبار أبي نواس وأشعاره ، وكذلك مطيع ابن إياس وحماد عجْرد ، وسواهم.
ومع كل ما تقدم فلا ينبغي التصور بأنَّ حياة المجتمع العباسي قد أسلمت قيادها تمامًا للشعوبية والزندقة والمجون ، وأن هذه الحياة قد تحلَّلت من كل قيود العقيدة والأخلاق ، فلقد كان لتيار الدين سلطانه الذي لم يُقهر ، إذ ظهر الزهد والزهَّاد ، بل ظهرت بواكير التصوف ، هذا إلى جماهير العلماء والوعاظ وأهل النُسْك ، ومجالسهم التي عمرت بها أرجاء بغداد في مساجدها ورباطاتها وقصورها. ومن هؤلاء عبد الله بن المبارك ، وسفيان الثَّوري ، ومعروف الكرْخي ، وابن السَّمَّاك. كما كان من وعاظ البصرة: موسى الأسواريّ الذي وصفه الجاحظ بقوله: " كان من أعاجيب الدنيا ، كانت فصاحته بالفارسـية في وزن فصاحته بالعربية".
📘 لتحميل الكتاب بصيغة (PDF)
▫️ أذكر الله وأضغط هنا للتحميل
▫️🕋 الله ﷻ_محمد ﷺ 🕌▫️
📖 للتصفح والقراءة أونلاين
▫️ أذكر الله وأضغط للقراءة أونلاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق