● بابُ الأَفْعَالِ
قال:الأَفْعَالُ ثَلاَثَةٌ: مَاضٍ، وَمُضَارِعٌ، وَأَمْرٌ، نَحْوُ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ.
وأقولُ:ينقسمُ الفِعْلُ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
القِسْمُ الأوَّلُ:الماضي،وهُوَ مَا يدلُّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ قبْلَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ "ضَرَبَ، وَنَصَرَ، وَفَتَحَ، وَعَلِمَ، وَحَسِبَ، وَكَرُمَ"
القِسْمُ الثَّانِي:المُضَارِع،وهُوَ مَا دلَّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ فِي زمنِ التّكلُّمِ أوْ بعده، نحوُ "يَضْرِبُ، وَيَنْصُرُ، وَيَفْتَحُ، وَيَعْلَمُ، وَيَحْسِبُ، ويكرُم".
القسمُ الثَّالثُ:الأمرُ،وهُوَ مَا يُطلبُ بهِ حصولُ شَيْءٍ بعْدَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ "اضْرِبْ، وَانْصُرْ، وَافْتَحْ، وَاعْلَمْ، وَاحْسِبْ، وَاكْرُمْ"
وقدْ ذكرْنَا لكَ فِي أوَّلِ الكتابِ هذَا التّقسيمَ، وذكرْنَا لكَ مَعَهُ علاماتِ كلِّ قسمٍ مِن هذِهِ الأقسامِ الثّلاثةِ.
يرجع لشرح أنواع الكلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ: فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَدًا
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَدًا.
وَالمُضَارِعُ مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ الَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُك: "أنَيْتَ"، وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَدًا، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ.
وأقولُ:بعْدَ أن بيَّنَ المصنِّفُ أنْوَاعَ الأَفْعَالِ شرَعَ فِي بَيَانِ أحكامِ كلِّ نوعٍ منْهَا.
فحُكمُ الفِعْلِ المَاضِي البناءُ عَلَى الفَتْحِ،
وهذَا الفَتْحُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مُقَدَّرٌ.
أمَّا الفَتْحُ الظَّاهرُ:
ففِي الصَّحِيحِ الآخرِ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بهِ وَاوُ جماعةٍ ولا ضميرُ رفْعٍ متحرِّكٌ*، وكَذَلِكَ فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ واوًا أوْ ياءً:أمثلة هنا
نحوُ "أَكْرَمَ، وقدِمَ، وَسَافَرَ"، ونحوُ "سَافَرَتْ زَيْنَبُ، وَحَضَرَتْ سُعادُ" ونحوُ "رَضِيَ، وَشَقِيَ،ونحوُ "سَرُوَ، وَبَذُوَ".
معنى بذو : فحش قولُه وسَفِه :- بذاءة اللِّسان تحطّ من قيمة الإنسان
*ضمائر الرفع المتحركة هي :
تاء الفاعل المتحركة مثل: قمتُ ـ قمتَ ـ قمتِ.
نا الدالة على جماعة المتكلمين مثل: خرجْنَا.
نون النسوة مثل: البنات ساعدْنَ أمُّهَاتَهُنَّ.
*وأمَّا الفَتْحُ المقدَّرُ:
فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ لأنَّهُ:
-إمَّا أن يكونَ مُقدَّرًا للتعذُّرِ، وهذَا فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ ألفًا،نحوُ:
"دَعَا، وَسَعَى"فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى الألفِ منعَ مِن ظُهُورِهِ التّعذرُ
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدَّرًا للمناسبةِ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ وَاوُ جماعةٍ، نحوُ:
"كَتَبُوا، وَسَعِدُوا"فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منع مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، ووَاوُ الجماعةِ مَعَ كلٍّ منهمَا فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدرًا لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ ضميرُ رفْعٍ متحركٌ، كتاءِ الفَاعِلِ ونونِ النِّسوةِ، نحوُ:
"كَتَبْتُ، وَكَتَبْتَ، وَكَتَبْتِ، وَكَتَبْنَا، وَكَتَبْنَ"
فكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَفْعَالِ فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ، والتَّاءُ، أوْ "نا" أو النُّونُ" فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ أو الفَتْحِ أو الكسرِ أو السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فائدة خارج كتاب التحفة السنية :
وهذا الذي ذكرناه من مواضع بناء الفعل الماضي على الفتح المقدَّر: هو مذهب الكوفيِّين، وهو الذي مشى عليه ابن آجرُّوم - رحمه الله - ومذهب جُمهور النُّحاة أنَّ الفعل الماضي مبنِيٌّ على الفتح، ويُستثْنَى من ذلك مسألَتان:
*إذا اتَّصلَت به واوُ الجماعة بُنِيَ على الضَّم.
*إذا اتَّصل به ضميرُ رفعٍ متحرِّكٍ بُنِيَ على السكونِ.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "شرح الآجرُّومية" ص 267:
وهذا القول أصَحُّ؛ لأنَّ هذا لا يَحْتاج إلى تكلُّف، ولا يَحْتاج إلى تقدير، والأصل هو عدم التقدير.
فعلى سبيل الْمِثال: الفعل "ضربوا" هكذا نطَقَه العرب، ليس فيه تقدير، فلم يَدُرْ في خَلَدِهم أنَّ هناك فتْحةً في هذا السِّياق.
وعليه؛ فإنَّنا نقول في إعرابِ الفعلِ "ضَربُوا": "ضرَب": فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على الضَّمِّ؛ لاتِّصالهِ بواوِ الجماعةِ.ا.هـ
*وحكمُ فِعْلِ الأمرِ
البناءُ عَلَى مَا يُجْزَمُ بهِ مُضَارِعُهُ.
- فإنْ كانَ مُضَارِعُه صَحِيحَ الآخِرِ، ويجزمُ بالسُّكُونِ،كانَ الأمرُ مبنيًّا عَلَى السّكونِ،
وهذَا السُّكونُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مقدَّرٌ.
فالسُّكونُ الظَّاهرُ لهُ موضِعانِ:
أحدُهما:أن يكونَ صَحِيحَ الآخِرِ ولَمْ يَتَّصِلْ بهِ شَيْءٌ.
والثَّانِي:أن تتصلَ بهِ نونُ النِّسوةِنحوُ "اضْرِبْ" و "اكْتُبْ" وكَذَلِكَ"اضْرِبْنَ" و "اكْتُبْنَ" مَعَ الإسنادِ إلَى نونِ النِّسوةِ.
*وأمَّا السُّكونُ المقدَّرُ:
فلهُ موضِعٌ واحدٌ، وهُوَ أن تتصلَ بهِ نونُ التّوكيدِ خفيفةً أوْ ثقيلةً، نحْوُ"اضْرِبَنْ" و "اكْتُبَنْ" ونحْوُ"اضْرِبَنَّ" و "اكْتُبَنَّ"
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ مُعْتَلَّ الآخِرِفهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ حَرْفِ العلَّةِ، نحْوُ"ادْعُ" و "اقْضِ" و "اسْعَ"
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ من الأَفْعَالِ الخَمْسَةِفهُوَ يُجزَمُ بحَذْفِ النُّونِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ النُّونِ، نحْوُ"اكْتُبَا" و "اكْتُبُوا" و"اكْتُبِي"
أمثلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة خارج الكتاب
أولاً:أن هذا الفعل يدل على الطلب في زمن المستقبل.
ثانيًا:أنه يقبل ياء المخاطبة ونون التوكيد، قال الله تعالى "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا "مريم:26.
"فكلي" فعل أمر، "وقري" فعل أمر، "واشربي" فعل أمر، والياء في آخر هذه الأفعال الثلاثة هي ياء المخاطبة، وهذا الفعل مطلوب مستقبلاً.
قال تعالى "فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا "مريم:26، والفعل "قُولِي"يقال فيه ما سبق.
والعلامة الأخرى وهي قبول فعل الأمر لنون التوكيد،
فإذًا: نون التوكيد هي علامة من علامات فعل الأمر. . ا.هـ.
* والفِعْلُ المضَارِعُ علامتُهُ:أن يكونَ فِي أوّلِهِ حَرْفٌ زائدٌ مِن أرْبَعَةِ أحْرُفٍ يجمعُهَا قوْلُكَ: "أَنَيْتُ" أوْ قوْلُكَ: "نَأَيْتُ" أوْ قوْلُكَ "أَتَيْنَ" أوْ قوْلُكَ "نَأْتِي"
-فالهمزةُ للمُتكلِّمِ مذكَّرًا أوْ مؤنَّثًا، نحْوُ"أَفْهَمُ"
-والنُّونُ للمتكلِّمِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ، أوْ للمتكلِّمِ الذي يَكُونُ مَعَهُ غيرُه، نحْوُ"نَفْهَمُ"
-والياءُ للغائبِ، نحْوُ"يَقُومُ"
-والتَّاءُ للمُخاطَبِ أو الغائبةِ، نحْوُ"أنتَ تفهمُ يا محمَّدُ واجبَكَ" ونحْوُ"تَفْهَمُ زَيْنَبُ وَاجِبَهَا"
فإنْ لَمْ تكنْ هذِهِ الحروفُ زائدةً
بلْ كَانتْ مِن أصلِ الفِعْلِ، نحْوُ"أَكَلَ، وَنَقَلَ، وَتَفَلَ، وَيَنَعَ"
أوْ كانَ الحَرْفُ زائدًا، لكنه ليْسَ للدلالةِ عَلَى المعْنَى الذي ذكرناهُ، نحْوُ "أَكْرَمَ، وَتَقَدَّمَ"كانَ الفِعْلُ ماضيًا لامُضَارِعًا.
وحُكمُ الفِعْلِ المُضَارِعِ:
أنَّهُ مُعرَبٌ مَا لَمْ تتَّصلْ بهِ نونُ التّوكيدِ ثقيلةً كَانتْ أوْ خفيفةً، أوْ نونُ النِّسوةِ.
فإن اتَّصلتْ بهِ نونُ التّوكيدِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى الفَتْحِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى "لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِريِنَ"
وإن اتَّصلتْ بهِ نونُ النِّسوةِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى السّكونِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: "وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ"
وإذَا كانَ مُعرَبًا فهُوَ مرفُوعٌ مَا لَمْ يدخلْ عَلَيْهِ ناصبٌ أوْ جازمٌ،نحْوُ"يَفْهَمُ مُحَمَّدٌ"
فيفهمُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ بالضَّمَّةِِ الظَّاهِرَةِ.
فإنْ دخلَ عَلَيْهِ ناصبٌ نَصَبَهُ،نحْوُ"لَنْ يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ"
فَلَنْ:حَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبالٍ.ٍٍ
ويخيبَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ومجتهدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
وإنْ دخلَ عَلَيْهِ جازمٌ جَزَمَهُ،نحْوُ"لَمْ يَجْزَعْ إِبْرَاهِيمُ"
فَلَمْ:حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍِ وقَلْبٍ.
وَيَجْزَعْ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وإبراهيمُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اضبط هذه الجملة بالشكل ،واستخرج الأفعال مع بيان نوع كل فعل وزمنه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ: فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً.
ربي وفقني لطاعتك.
حان موعد الصلاة.
رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ.
أكرمْنا الرَّجُل
أكرمَنا الرجل.
نأكل الثريد ونهديه ولن نتركه ولم نبغضه يومًا.
*أَتَى أَمْرُ اللَّهِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويبدو أن سبب الإلباس لدى السائل أنه يكتب له : أعرب الجملة الآتية : دخل محمد . فيظن أن ما يأتي بعد هذه الكلمة لابد أن يكون معربًا ،لكن الأمر ليس كذلك بل يأتي بعد هذه الكلمة المعرب مثل "محمد" ،وغير المعرب كالفعل الماضي وفعل الأمر والحروف وبعض الجمل .
وخلاصة القول أقول : ليس كل ما جاء بعد كلمة"أعرب" يكون له محل من الإعراب بل قد يكون له محل ،وقد لا يكون له محل ،وهذه الكلمة درجت على ألسنة المعلمين عند سؤالهم الطلاب ؛ليروا مدى إلمامهم بالقواعد النحوية.
الفعل الماضي والفعل الأمر غير خاضعين لمحل إعرابي،لذا يقال لا محل لهما من الإعراب.
وأقولُ:ينقسمُ الفِعْلُ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
القِسْمُ الأوَّلُ:الماضي،وهُوَ مَا يدلُّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ قبْلَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ "ضَرَبَ، وَنَصَرَ، وَفَتَحَ، وَعَلِمَ، وَحَسِبَ، وَكَرُمَ"
القِسْمُ الثَّانِي:المُضَارِع،وهُوَ مَا دلَّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ فِي زمنِ التّكلُّمِ أوْ بعده، نحوُ "يَضْرِبُ، وَيَنْصُرُ، وَيَفْتَحُ، وَيَعْلَمُ، وَيَحْسِبُ، ويكرُم".
القسمُ الثَّالثُ:الأمرُ،وهُوَ مَا يُطلبُ بهِ حصولُ شَيْءٍ بعْدَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ "اضْرِبْ، وَانْصُرْ، وَافْتَحْ، وَاعْلَمْ، وَاحْسِبْ، وَاكْرُمْ"
وقدْ ذكرْنَا لكَ فِي أوَّلِ الكتابِ هذَا التّقسيمَ، وذكرْنَا لكَ مَعَهُ علاماتِ كلِّ قسمٍ مِن هذِهِ الأقسامِ الثّلاثةِ.
يرجع لشرح أنواع الكلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحكامُ الفعلِ
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَدًا.
وَالمُضَارِعُ مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ الَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُك: "أنَيْتَ"، وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَدًا، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ.
وأقولُ:بعْدَ أن بيَّنَ المصنِّفُ أنْوَاعَ الأَفْعَالِ شرَعَ فِي بَيَانِ أحكامِ كلِّ نوعٍ منْهَا.
فحُكمُ الفِعْلِ المَاضِي البناءُ عَلَى الفَتْحِ،
وهذَا الفَتْحُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مُقَدَّرٌ.
أمَّا الفَتْحُ الظَّاهرُ:
ففِي الصَّحِيحِ الآخرِ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بهِ وَاوُ جماعةٍ ولا ضميرُ رفْعٍ متحرِّكٌ*، وكَذَلِكَ فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ واوًا أوْ ياءً:أمثلة هنا
نحوُ "أَكْرَمَ، وقدِمَ، وَسَافَرَ"، ونحوُ "سَافَرَتْ زَيْنَبُ، وَحَضَرَتْ سُعادُ" ونحوُ "رَضِيَ، وَشَقِيَ،ونحوُ "سَرُوَ، وَبَذُوَ".
معنى بذو : فحش قولُه وسَفِه :- بذاءة اللِّسان تحطّ من قيمة الإنسان
*ضمائر الرفع المتحركة هي :
تاء الفاعل المتحركة مثل: قمتُ ـ قمتَ ـ قمتِ.
نا الدالة على جماعة المتكلمين مثل: خرجْنَا.
نون النسوة مثل: البنات ساعدْنَ أمُّهَاتَهُنَّ.
*وأمَّا الفَتْحُ المقدَّرُ:
فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ لأنَّهُ:
-إمَّا أن يكونَ مُقدَّرًا للتعذُّرِ، وهذَا فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ ألفًا،نحوُ:
"دَعَا، وَسَعَى"فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى الألفِ منعَ مِن ظُهُورِهِ التّعذرُ
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدَّرًا للمناسبةِ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ وَاوُ جماعةٍ، نحوُ:
"كَتَبُوا، وَسَعِدُوا"فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منع مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، ووَاوُ الجماعةِ مَعَ كلٍّ منهمَا فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدرًا لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ ضميرُ رفْعٍ متحركٌ، كتاءِ الفَاعِلِ ونونِ النِّسوةِ، نحوُ:
"كَتَبْتُ، وَكَتَبْتَ، وَكَتَبْتِ، وَكَتَبْنَا، وَكَتَبْنَ"
فكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَفْعَالِ فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ، والتَّاءُ، أوْ "نا" أو النُّونُ" فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ أو الفَتْحِ أو الكسرِ أو السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فائدة خارج كتاب التحفة السنية :
وهذا الذي ذكرناه من مواضع بناء الفعل الماضي على الفتح المقدَّر: هو مذهب الكوفيِّين، وهو الذي مشى عليه ابن آجرُّوم - رحمه الله - ومذهب جُمهور النُّحاة أنَّ الفعل الماضي مبنِيٌّ على الفتح، ويُستثْنَى من ذلك مسألَتان:
*إذا اتَّصلَت به واوُ الجماعة بُنِيَ على الضَّم.
*إذا اتَّصل به ضميرُ رفعٍ متحرِّكٍ بُنِيَ على السكونِ.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "شرح الآجرُّومية" ص 267:
وهذا القول أصَحُّ؛ لأنَّ هذا لا يَحْتاج إلى تكلُّف، ولا يَحْتاج إلى تقدير، والأصل هو عدم التقدير.
فعلى سبيل الْمِثال: الفعل "ضربوا" هكذا نطَقَه العرب، ليس فيه تقدير، فلم يَدُرْ في خَلَدِهم أنَّ هناك فتْحةً في هذا السِّياق.
وعليه؛ فإنَّنا نقول في إعرابِ الفعلِ "ضَربُوا": "ضرَب": فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على الضَّمِّ؛ لاتِّصالهِ بواوِ الجماعةِ.ا.هـ
*وحكمُ فِعْلِ الأمرِ
البناءُ عَلَى مَا يُجْزَمُ بهِ مُضَارِعُهُ.
- فإنْ كانَ مُضَارِعُه صَحِيحَ الآخِرِ، ويجزمُ بالسُّكُونِ،كانَ الأمرُ مبنيًّا عَلَى السّكونِ،
وهذَا السُّكونُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مقدَّرٌ.
فالسُّكونُ الظَّاهرُ لهُ موضِعانِ:
أحدُهما:أن يكونَ صَحِيحَ الآخِرِ ولَمْ يَتَّصِلْ بهِ شَيْءٌ.
والثَّانِي:أن تتصلَ بهِ نونُ النِّسوةِنحوُ "اضْرِبْ" و "اكْتُبْ" وكَذَلِكَ"اضْرِبْنَ" و "اكْتُبْنَ" مَعَ الإسنادِ إلَى نونِ النِّسوةِ.
*وأمَّا السُّكونُ المقدَّرُ:
فلهُ موضِعٌ واحدٌ، وهُوَ أن تتصلَ بهِ نونُ التّوكيدِ خفيفةً أوْ ثقيلةً، نحْوُ"اضْرِبَنْ" و "اكْتُبَنْ" ونحْوُ"اضْرِبَنَّ" و "اكْتُبَنَّ"
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ مُعْتَلَّ الآخِرِفهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ حَرْفِ العلَّةِ، نحْوُ"ادْعُ" و "اقْضِ" و "اسْعَ"
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ من الأَفْعَالِ الخَمْسَةِفهُوَ يُجزَمُ بحَذْفِ النُّونِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ النُّونِ، نحْوُ"اكْتُبَا" و "اكْتُبُوا" و"اكْتُبِي"
أمثلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة خارج الكتاب
علامات فعل الأمر
فعل الأمر له علامات: أولاً:أن هذا الفعل يدل على الطلب في زمن المستقبل.
ثانيًا:أنه يقبل ياء المخاطبة ونون التوكيد، قال الله تعالى "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا "مريم:26.
"فكلي" فعل أمر، "وقري" فعل أمر، "واشربي" فعل أمر، والياء في آخر هذه الأفعال الثلاثة هي ياء المخاطبة، وهذا الفعل مطلوب مستقبلاً.
قال تعالى "فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا "مريم:26، والفعل "قُولِي"يقال فيه ما سبق.
والعلامة الأخرى وهي قبول فعل الأمر لنون التوكيد،
فإذًا: نون التوكيد هي علامة من علامات فعل الأمر. . ا.هـ.
* والفِعْلُ المضَارِعُ علامتُهُ:أن يكونَ فِي أوّلِهِ حَرْفٌ زائدٌ مِن أرْبَعَةِ أحْرُفٍ يجمعُهَا قوْلُكَ: "أَنَيْتُ" أوْ قوْلُكَ: "نَأَيْتُ" أوْ قوْلُكَ "أَتَيْنَ" أوْ قوْلُكَ "نَأْتِي"
-فالهمزةُ للمُتكلِّمِ مذكَّرًا أوْ مؤنَّثًا، نحْوُ"أَفْهَمُ"
-والنُّونُ للمتكلِّمِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ، أوْ للمتكلِّمِ الذي يَكُونُ مَعَهُ غيرُه، نحْوُ"نَفْهَمُ"
-والياءُ للغائبِ، نحْوُ"يَقُومُ"
-والتَّاءُ للمُخاطَبِ أو الغائبةِ، نحْوُ"أنتَ تفهمُ يا محمَّدُ واجبَكَ" ونحْوُ"تَفْهَمُ زَيْنَبُ وَاجِبَهَا"
فإنْ لَمْ تكنْ هذِهِ الحروفُ زائدةً
بلْ كَانتْ مِن أصلِ الفِعْلِ، نحْوُ"أَكَلَ، وَنَقَلَ، وَتَفَلَ، وَيَنَعَ"
أوْ كانَ الحَرْفُ زائدًا، لكنه ليْسَ للدلالةِ عَلَى المعْنَى الذي ذكرناهُ، نحْوُ "أَكْرَمَ، وَتَقَدَّمَ"كانَ الفِعْلُ ماضيًا لامُضَارِعًا.
وحُكمُ الفِعْلِ المُضَارِعِ:
أنَّهُ مُعرَبٌ مَا لَمْ تتَّصلْ بهِ نونُ التّوكيدِ ثقيلةً كَانتْ أوْ خفيفةً، أوْ نونُ النِّسوةِ.
فإن اتَّصلتْ بهِ نونُ التّوكيدِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى الفَتْحِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى "لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِريِنَ"
وإن اتَّصلتْ بهِ نونُ النِّسوةِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى السّكونِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: "وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ"
وإذَا كانَ مُعرَبًا فهُوَ مرفُوعٌ مَا لَمْ يدخلْ عَلَيْهِ ناصبٌ أوْ جازمٌ،نحْوُ"يَفْهَمُ مُحَمَّدٌ"
فيفهمُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ بالضَّمَّةِِ الظَّاهِرَةِ.
فإنْ دخلَ عَلَيْهِ ناصبٌ نَصَبَهُ،نحْوُ"لَنْ يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ"
فَلَنْ:حَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبالٍ.ٍٍ
ويخيبَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ومجتهدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
وإنْ دخلَ عَلَيْهِ جازمٌ جَزَمَهُ،نحْوُ"لَمْ يَجْزَعْ إِبْرَاهِيمُ"
فَلَمْ:حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍِ وقَلْبٍ.
وَيَجْزَعْ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وإبراهيمُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدريبات: بابُ الأَفْعَالِ
حضر محمد إلى المسجد ثم جلس يقرأ في كتاب الله ثم قال لأخيه اكتب هذه الفائدة :وردك هو حياة قلبك.اضبط هذه الجملة بالشكل ،واستخرج الأفعال مع بيان نوع كل فعل وزمنه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحكام الفعل:
قالَ: فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً.
تدريباتٌ على أحكامِ الفعلِ الماضي
بين أحكام الأفعال الماضية في الجمل الآتية
أزهر الروض / نمقت خطك / تنفس الصبح / جودت قراءتك / المصلون نشطوا /المجدات نجحن / الفرسان أقبلوا /اللاهيات أخفقن / حبرت الرسالة / كتمنا السر .بيِّن نوع الأفعال في الجمل الآتية وأحكامها
تمسك بالحقربي وفقني لطاعتك.
حان موعد الصلاة.
رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ.
أكرمْنا الرَّجُل
أكرمَنا الرجل.
نأكل الثريد ونهديه ولن نتركه ولم نبغضه يومًا.
*أَتَى أَمْرُ اللَّهِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة
ليس للفعل الماضي محل من الإعراب؛ لأن تعريف المعرب لا يشمله. فالمعرب عُرف بأنه : ما تغير آخره بسبب تغير العوامل الداخلة عليه ،والفعل الماضي لا يحدث له أي تغيير ولهذا ليس معربا ، ويلحق به كلمة "لا محل له من الإعراب " .*الفعل الماضي وفعل الأمر والحروف وبعض الجمل لامحل لها من الإعراب*
ويبدو أن سبب الإلباس لدى السائل أنه يكتب له : أعرب الجملة الآتية : دخل محمد . فيظن أن ما يأتي بعد هذه الكلمة لابد أن يكون معربًا ،لكن الأمر ليس كذلك بل يأتي بعد هذه الكلمة المعرب مثل "محمد" ،وغير المعرب كالفعل الماضي وفعل الأمر والحروف وبعض الجمل .
وخلاصة القول أقول : ليس كل ما جاء بعد كلمة"أعرب" يكون له محل من الإعراب بل قد يكون له محل ،وقد لا يكون له محل ،وهذه الكلمة درجت على ألسنة المعلمين عند سؤالهم الطلاب ؛ليروا مدى إلمامهم بالقواعد النحوية.
الفعل الماضي والفعل الأمر غير خاضعين لمحل إعرابي،لذا يقال لا محل لهما من الإعراب.
📥 تحميل الكتاب بصيغة (PDF): • رابط التحميل من Drive ▫️ أذكر الله وأضـغط هنا للتحميل ▫️ • رابط إضافى من Archive ▫️ أذكر الله وأضـغط هنا للتحميل ▫️ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ▫️ 🕋 الله ﷻ _▫️_ محمد ﷺ 🕌 ▫️ 📖 التصــفح والقــراءة أونلاين: ▫️ أذكر الله وأضغط للقراءة أونلاين ▫️ |
No comments:
Post a Comment